الحركات الزلزالية الأخيرة تنفس عن الأرض ولا تدعو للقلق
تسجيل 600 هزة أرضية سنويا في الجزائر
هذا الأمر أكده أيضا محمد مغراوي، الخبير الجزائري من معهد فيزياء الأرض بستراسبورغ بفرنسا، في اتصال به أمس، حيث أكد بأن الجزائر تقع في منطقة نشاط زلزالي مستمر خاصة المناطق الساحلية منها التي تسجل فيها عشرات الهزات الأرضية في السنة، دون أن يشعر بها الناس، موضحا بأن ''هذه الهزات لا تبعث على القلق وإنما تساهم في التنفيس على الأرض، وأن الهزات الأرضية في الجزائر معتدلة ولا يمكنها أن تتجاوز شدتها سبع درجات على سلم ريشتر، وتاريخ النشاط الزلزالي في الجزائر يبين لنا ذلك''•
في حين اعتبر الدكتور يلس أن الهزات الأرضية الأخيرة تعتبر نشاطا زلزاليا ''عاديا''، مؤكدا أنه ''لا يوجد قاعدة تمكننا من التنبؤ بزمان ومكان وقوع زلزال''• وقال بأن الزلازل لا تقتل وإنما البناءات التي لا تحترم مقاييس العمران هي التي تقتل، وأن ''أفضل طريقة للوقاية تتمثل في احترام معايير البناء والنظام المضاد للزلازل''• ودعا المتحدث إلى ضرورة التحلي بالثقافة الزلزالية، خاصة أن الجزائريين اعتادوا على مثل هذه الظواهر الطبيعية•
في نفس الإطار، أكد المتحدث بأن شمال الوطن يشهد ''نشاطا زلزاليا مستمرا على مدار السنة بمعدل 50 هزة خفيفة في الشهر، أي حوالي600 هزة أرضية في السنة، غير أننا لا نشعر بمعظمها''•
وفيما يخص تصنيف مناطق البلد وفقا للنشاط الزلزالي، أكد الدكتور يلس أن الساحل يعد المنطقة الأكثر عرضة للزلازل والتي تسجل فيها أكبر هزات أرضية نظرا لنشاط الصفائح التكتونية الذي يعرف حركة مستمرة، وتليه مناطق الهضاب العليا وأخيرا الصحراء التي يكاد ينعدم النشاط الزلزالي بها، إضافة إلى كون الجزائر توجد بها شقوق أرضية بعضها معتبرة، وتم تحديد أماكنها من خلال النشاط الزلزالي الذي عرفته الجزائر في السنوات الأخيرة، من ذلك شق بوزريعة وزموري وعين البنيان والمدية والشلف•
تجدر الإشارة إلى أن ولاية الشلف عرفت، يوم أول أمس، هزة أرضية بلغت شدتها 3.8 درجات على سلم ريشتر، وحدد مركز الهزة على بعد 4 كلم جنوب غربي منطقة بني راشد• كما سجلت صباح الثلاثاء الماضي هزة أرضية أخرى بقوة 3.5 درجة بولاية أم البواقي على بعد 16 كلم جنوب شرقي منطقة عين مليلة• وعرف شهر جوان الماضي حدوث زلزال بقوة 4.9 درجة على سلم ريشتر بولاية بجاية علاوة على هزة أرضية بقوة 3.5 درجة سجلت بولاية المدية، كما شهد شهر جويلية هو الآخر هزة أرضية بقوة 3.6 على سلم ريشتر حدد مركزها جنوب شرقي ولاية فالمة•
في نفس السياق، أكد الدكتور يلس أنه شرع في تنصيب ''طاولة مرتعشة'' بعلو ستة أمتار بأحجام نماذج بنايات مصغرة، وهي العملية التي ستستمر على مدى السنتين القادمتين، بغرض إجراء التجارب والأبحاث على نشاط الزلازل في الجزائر، ويأتي هذا الإجراء بعد زلزال 21 ماي لعام 2003 الذي تسبب في مقتل 2000 شخص وهدم آلاف المنازل ومعظم البنايات الأساسية المحلية، وشدد الحاجة لدى السلطات المعنية والخبراء لإجراء دراسة حول مختلف سيناريوهات الكارثة الممكنة لحدوث الزلازل في محاولة الاستجابة للهواجس المتعلقة بمنع الزلازل خاصة في شمال منطقة الجزائر الواقعة بين الصفائح التكتونية الأورو آسيوية والإفريقي
انطلاق دراسة خاصة لبحث هندسة الزلازل في الجزائر
2006/04/10
بدأ المركز الوطني الجزائري للأبحاث التطبيقية وهندسة الزلازل وشركاء يابانيين دراسة خاصة لبحث هندسة الزلازل. والدافع الأساسي لذلك ما أثاره الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة لعلام قرب بجاية من جدل جديد بشأن الحاجة لتنصيب طرق الوقاية والتنبؤ.
من مراسلنا ليث أفلو من العاصمة الجزائر لموقع مغاربية-10/04/06
[صور غيتي] رجل ينظر لبقايا منزل حطّمه زلزال بجاية ليوم 21 مارس قرب مدينة لعلام.
تعتبر خبرة اليابان على درجة قصوى من الأهمية والملاءمة للشراكة مع الجزائر في مجال هندسة الزلازل إذ أن البلدان معا يعتبران أكثر تعرضا للظاهرة من غيرهما. وفي سياق الدراسة، ولغرض إجراء التجارب والأبحاث على نشاط الزلازل في الجزائر، سيتم تنصيب "طاولة مرتعشة" بعلو ستة أمتار بأحجام نماذج بنايات مصغرة على مدى السنتين القادمتين.
يذكر أن زلزال 21 ماي لعام 2003 الذي أدى إلى مقتل 2000 شخص وهدم آلاف المنازل ومعظم البنيات الأساسية المحلية، شدد الحاجة لدى السلطات المعنية والخبراء لإجراء دراسة حول مختلف سيناريوهات الكارثة الممكنة لحدوث الزلازل في محاولة الاستجابة للهواجس المتعلقة بمنع الزلازل خاصة في شمال منطقة الجزائر الواقعة بين الصفائح التكتونية الأوروأسيوية والأفريقية.
الدراسة سوف تستدعي معرفة معمّقة لكافة البيانات المتعلقة بمختلف أنواع البنايات والمواد المستخدمة في تشييدها والتدابير المزمع اتخاذها خلال وبعد زلزال ما وذلك لكي تقوم السلطات المعنية باستخدامها حسب ما جاء في توضيح مدير المركز الوطني للأبحاث التطبيقية وهندسة الزلازل محمد بلزوغي.
وأضاف "إدارة الزلازل تحتاج إلى سياسة وقائية بناء على عوامل مثل تقييم درجة الزلازل وقوتها و تطبيق خارطة بمكامن الخطر من الزلازل والمناطق الأكثر تأثرا وخطة استجابة طارئة ملائمة".
وذكّر باعتماد سياسة وطنية في عام 1985 لمنع الأخطار الرئيسية في أعقاب زلزال دمّر مدينة العسنام وقتل 10 آلاف شخص وصف تطبيق تلك السياسة فيه آنذاك بـ"التدبير السيئ".
وقام تأسيس وفد لمنع مخاطر الزلازل الرئيسية في عام 2003 لتطبيق السياسة بشكل أكثر فعالية عقب زلزال 21 ماي الذي أتى على 75 في المائة من مدينة بومرداس. وأثبت الخبراء أن الجزائر معرضة لصدمة زلزالية أكثر هولا من سابقاتها.
ثمة حاجة طارئة ملحة بشكل خاص لمراجعة مقاييس البناء
ثمة حاجة طارئة ملحة بشكل خاص لمراجعة مقاييس البناء وذلك بحصر عدد الطوابق وعلو البنايات فضلا عن الحاجة لتثبيت المباني المتآكلة وتلك المتضررة من زلزال 2003.
وفي بومرداس تم تصنيف 11.2 في المائة من البنايات في الدرجة الخامسة -أي ضرورة هدمها- بالمقارنة مع ثمانية في المائة من البنايات في الجزائر حسب بيانات من مركز الأبحاث.
وتكمن الأسباب التقنية في تداعي البنايات مثل بيوت أوراق اللعب في عام 2003 في هزالة جودة مواد البناء واستعمال الطوابق الأرضية كمجالات تجارية ومرائب توقيف السيارات فضلا عن حدوث أخطاء في احتساب كميات الاسمنت المسلح حسب نتائج معاينة الخبراء المنجزة في عين المكان.
وتأمل الجزائر في تفادي دمار واسع النطاق بتوفير الوقاية ضد الزلازل كل ما استطاعت إلى ذلك سبيلا باتباع مقاربة تبدو أنها معقولة
تسجيل 600 هزة أرضية سنويا في الجزائر
هذا الأمر أكده أيضا محمد مغراوي، الخبير الجزائري من معهد فيزياء الأرض بستراسبورغ بفرنسا، في اتصال به أمس، حيث أكد بأن الجزائر تقع في منطقة نشاط زلزالي مستمر خاصة المناطق الساحلية منها التي تسجل فيها عشرات الهزات الأرضية في السنة، دون أن يشعر بها الناس، موضحا بأن ''هذه الهزات لا تبعث على القلق وإنما تساهم في التنفيس على الأرض، وأن الهزات الأرضية في الجزائر معتدلة ولا يمكنها أن تتجاوز شدتها سبع درجات على سلم ريشتر، وتاريخ النشاط الزلزالي في الجزائر يبين لنا ذلك''•
في حين اعتبر الدكتور يلس أن الهزات الأرضية الأخيرة تعتبر نشاطا زلزاليا ''عاديا''، مؤكدا أنه ''لا يوجد قاعدة تمكننا من التنبؤ بزمان ومكان وقوع زلزال''• وقال بأن الزلازل لا تقتل وإنما البناءات التي لا تحترم مقاييس العمران هي التي تقتل، وأن ''أفضل طريقة للوقاية تتمثل في احترام معايير البناء والنظام المضاد للزلازل''• ودعا المتحدث إلى ضرورة التحلي بالثقافة الزلزالية، خاصة أن الجزائريين اعتادوا على مثل هذه الظواهر الطبيعية•
في نفس الإطار، أكد المتحدث بأن شمال الوطن يشهد ''نشاطا زلزاليا مستمرا على مدار السنة بمعدل 50 هزة خفيفة في الشهر، أي حوالي600 هزة أرضية في السنة، غير أننا لا نشعر بمعظمها''•
وفيما يخص تصنيف مناطق البلد وفقا للنشاط الزلزالي، أكد الدكتور يلس أن الساحل يعد المنطقة الأكثر عرضة للزلازل والتي تسجل فيها أكبر هزات أرضية نظرا لنشاط الصفائح التكتونية الذي يعرف حركة مستمرة، وتليه مناطق الهضاب العليا وأخيرا الصحراء التي يكاد ينعدم النشاط الزلزالي بها، إضافة إلى كون الجزائر توجد بها شقوق أرضية بعضها معتبرة، وتم تحديد أماكنها من خلال النشاط الزلزالي الذي عرفته الجزائر في السنوات الأخيرة، من ذلك شق بوزريعة وزموري وعين البنيان والمدية والشلف•
تجدر الإشارة إلى أن ولاية الشلف عرفت، يوم أول أمس، هزة أرضية بلغت شدتها 3.8 درجات على سلم ريشتر، وحدد مركز الهزة على بعد 4 كلم جنوب غربي منطقة بني راشد• كما سجلت صباح الثلاثاء الماضي هزة أرضية أخرى بقوة 3.5 درجة بولاية أم البواقي على بعد 16 كلم جنوب شرقي منطقة عين مليلة• وعرف شهر جوان الماضي حدوث زلزال بقوة 4.9 درجة على سلم ريشتر بولاية بجاية علاوة على هزة أرضية بقوة 3.5 درجة سجلت بولاية المدية، كما شهد شهر جويلية هو الآخر هزة أرضية بقوة 3.6 على سلم ريشتر حدد مركزها جنوب شرقي ولاية فالمة•
في نفس السياق، أكد الدكتور يلس أنه شرع في تنصيب ''طاولة مرتعشة'' بعلو ستة أمتار بأحجام نماذج بنايات مصغرة، وهي العملية التي ستستمر على مدى السنتين القادمتين، بغرض إجراء التجارب والأبحاث على نشاط الزلازل في الجزائر، ويأتي هذا الإجراء بعد زلزال 21 ماي لعام 2003 الذي تسبب في مقتل 2000 شخص وهدم آلاف المنازل ومعظم البنايات الأساسية المحلية، وشدد الحاجة لدى السلطات المعنية والخبراء لإجراء دراسة حول مختلف سيناريوهات الكارثة الممكنة لحدوث الزلازل في محاولة الاستجابة للهواجس المتعلقة بمنع الزلازل خاصة في شمال منطقة الجزائر الواقعة بين الصفائح التكتونية الأورو آسيوية والإفريقي
انطلاق دراسة خاصة لبحث هندسة الزلازل في الجزائر
2006/04/10
بدأ المركز الوطني الجزائري للأبحاث التطبيقية وهندسة الزلازل وشركاء يابانيين دراسة خاصة لبحث هندسة الزلازل. والدافع الأساسي لذلك ما أثاره الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة لعلام قرب بجاية من جدل جديد بشأن الحاجة لتنصيب طرق الوقاية والتنبؤ.
من مراسلنا ليث أفلو من العاصمة الجزائر لموقع مغاربية-10/04/06
[صور غيتي] رجل ينظر لبقايا منزل حطّمه زلزال بجاية ليوم 21 مارس قرب مدينة لعلام.
تعتبر خبرة اليابان على درجة قصوى من الأهمية والملاءمة للشراكة مع الجزائر في مجال هندسة الزلازل إذ أن البلدان معا يعتبران أكثر تعرضا للظاهرة من غيرهما. وفي سياق الدراسة، ولغرض إجراء التجارب والأبحاث على نشاط الزلازل في الجزائر، سيتم تنصيب "طاولة مرتعشة" بعلو ستة أمتار بأحجام نماذج بنايات مصغرة على مدى السنتين القادمتين.
يذكر أن زلزال 21 ماي لعام 2003 الذي أدى إلى مقتل 2000 شخص وهدم آلاف المنازل ومعظم البنيات الأساسية المحلية، شدد الحاجة لدى السلطات المعنية والخبراء لإجراء دراسة حول مختلف سيناريوهات الكارثة الممكنة لحدوث الزلازل في محاولة الاستجابة للهواجس المتعلقة بمنع الزلازل خاصة في شمال منطقة الجزائر الواقعة بين الصفائح التكتونية الأوروأسيوية والأفريقية.
الدراسة سوف تستدعي معرفة معمّقة لكافة البيانات المتعلقة بمختلف أنواع البنايات والمواد المستخدمة في تشييدها والتدابير المزمع اتخاذها خلال وبعد زلزال ما وذلك لكي تقوم السلطات المعنية باستخدامها حسب ما جاء في توضيح مدير المركز الوطني للأبحاث التطبيقية وهندسة الزلازل محمد بلزوغي.
وأضاف "إدارة الزلازل تحتاج إلى سياسة وقائية بناء على عوامل مثل تقييم درجة الزلازل وقوتها و تطبيق خارطة بمكامن الخطر من الزلازل والمناطق الأكثر تأثرا وخطة استجابة طارئة ملائمة".
وذكّر باعتماد سياسة وطنية في عام 1985 لمنع الأخطار الرئيسية في أعقاب زلزال دمّر مدينة العسنام وقتل 10 آلاف شخص وصف تطبيق تلك السياسة فيه آنذاك بـ"التدبير السيئ".
وقام تأسيس وفد لمنع مخاطر الزلازل الرئيسية في عام 2003 لتطبيق السياسة بشكل أكثر فعالية عقب زلزال 21 ماي الذي أتى على 75 في المائة من مدينة بومرداس. وأثبت الخبراء أن الجزائر معرضة لصدمة زلزالية أكثر هولا من سابقاتها.
ثمة حاجة طارئة ملحة بشكل خاص لمراجعة مقاييس البناء
ثمة حاجة طارئة ملحة بشكل خاص لمراجعة مقاييس البناء وذلك بحصر عدد الطوابق وعلو البنايات فضلا عن الحاجة لتثبيت المباني المتآكلة وتلك المتضررة من زلزال 2003.
وفي بومرداس تم تصنيف 11.2 في المائة من البنايات في الدرجة الخامسة -أي ضرورة هدمها- بالمقارنة مع ثمانية في المائة من البنايات في الجزائر حسب بيانات من مركز الأبحاث.
وتكمن الأسباب التقنية في تداعي البنايات مثل بيوت أوراق اللعب في عام 2003 في هزالة جودة مواد البناء واستعمال الطوابق الأرضية كمجالات تجارية ومرائب توقيف السيارات فضلا عن حدوث أخطاء في احتساب كميات الاسمنت المسلح حسب نتائج معاينة الخبراء المنجزة في عين المكان.
وتأمل الجزائر في تفادي دمار واسع النطاق بتوفير الوقاية ضد الزلازل كل ما استطاعت إلى ذلك سبيلا باتباع مقاربة تبدو أنها معقولة